الكركة” من صميم التّراث اللّبناني

ريان القسيس خاص تريبولي نيوز
تشتهر مغظم القرى اللّبنانيّة بمهارتها بصنع أنواع عديدة من المأكولات والمشروبات التّراثيّة التّي وصلت أن وضعت لبنان على الخريطة السّياحيّة الغذائيّة. والعرق البلدي “المتلّت” من أشهر الأنواع التّي يتهافت أهل الضّيع لصنعه وكلّ منهم يضيف أو ينقّص مكوّنا لاضافة لمسة خاصة.
كان لنا لقاء مع العمّ أسعد في بلدة رحبة العكّاريّة الذي كان يجهّز “الكركة” ويوقدها بالحطب بوتيرة متزامنة ليضمن اشتعال النّار المستمرّ. وحدّثنا أنه يتمّ التّحضير لصنع العرق قبل شهر تقريبا، حيث يتمّ قطف العنب بكميّات كبيرة وغسله وعصره هرسا من ثمّ تخزينه لكي يتخمّر. وشدّد على أنّ الجودة للعرق اللّذيذ هو عدم هرس بذور العنب لأنّه يصبح مرّا. بعد عمليّة التّخمير شرح لنا العمّ أن العنب يوضع في الكركة لكي يتمّ استخراج العرق منه.
وبين الفينة والأخرى كان العمّ أسعد يستبدل “غالون” ممتلىء باخر، وهذه العمليّة تستمرّ من خمسة الى سبعة أيّام حيث أنّ تكرار عمليّة التعريق والتّي أكثر الأحيان تكون ثلاث مرّات هي ما تعطيه النّوعيّة والمذاق الطّيّب وهو ما يسمّى بالعرق “المتلّت “.
وأكدّ العمّ أسعد أنّ غالبيّة عائلات رحبة تكون منشغلة طيلة شهر أيلول بصناعة العرق وتحضير المونة منه ليكون رفيق جلسة الاحاد مع العائلة.