نشاطات

زار ثانوية عدنان الجسر والتقى الطلاب والأساتذة:
مطر: الجهل يُدمّر الأوطان ولن أتراجع عن دعم التعليم



في اطار جولاته على الجامعات والثانويات والمدارس الرسمية والخاصة، زار النائب إيهاب مطر ثانوية النقيب عدنان الجسر الرسمية المختلطة في أبي سمراء، حيث كان في استقباله مديرة الثانوية نبيلة بابتي ومجموعة من الأساتذة الذين رحبوا به.
وبعد انتقاله إلى مكتب الإدارة حيث استقبله الطاقم التعليمي في الثانوية، أكّدت الأستاذة ابتهاج العش أنّ النائب مطر يبقى مختلفًا لأنّه لم يرفع سقف التوقعات والآمال، بل كان واقعيًا وحقيقيًا على خلاف النواب الآخرين.

وقال النائب مطر: “لا أعترف بكلام مناف للحقيقة، فمنهجي تغييري لكن هذا لا يعني ابتعادي عن كوني ابن طرابلس، بل متمسك بها وبقيمي الأساسية التي تربينا عليها، فالتغيير الذي كنت أقصده كان منهجيًا ينطلق من الطبقة الحاكمة التي تكترث بمبدأ الاحتكار وعلاقتها بالمواطنين، وأنا عشت في مجتمع يُؤمن العدالة في أستراليا”.

وأكد ان “الطرابلسيين لا يُريدون الاستماع إلى مشاريع تضرّ بهم أو تختلف عن مبادئهم، فالناس باتت متعطشة لوجه جديد، باختصار أنا مستقلّ ولم أكن مرتهنًا للخارج بل مرتبطًا جدًا بالطبقة الشعبية، أمّا عن دخولي هذا الصرح التعليمي وغيره فأنا أؤكّد أنّني جاهز للتعاون معكم وأتمنى أن أكون على قدر من المسؤولية”.

وبعد طرح مجموعة من الأسئلة عليه، أحدها مرتبط باحتمال انضمامه لأحد التكتلات النيابية، شدّد مطر على أنه لا يُمانع انضمامه لأيّ تكتل قريب من توجهاته ويُشبهه، مؤكّدًا ان هناك تواصلاً دائماً مع جميع الكتل “لكن الأهم أن يوجد قاسم مشترك يجمعنا وقائم على قاعدة ثابتة وصلبة، لكنني لم أنسجم حتّى اللحظة مع أيّ تكتل، هذا يُعطيني قدرة كبيرة على التحرّك وممارسة حرية التعبير”.

وفي حديثٍ عن علاقته مع نواب طرابلس، لفت مطر إلى أنّ العلاقة ممتازة معهم، معتبرًا أنّ القرار بالإجماع يكمن في ترك أيّ خلافات سابقة والتركيز على الإنماء وذلك لتحصيل حقوق المدينة المحقّة.

وإذْ ركّز بعض الأساتذة على تقصير النواب السابقين تجاه مدينتهم، رأى النائب مطر أنّ التقصير واضح بسبب ما وصلت إليه المدينة من تراجع، مشدّدًا على المحاولة المستمرّة لتغيير المنهج عامّة “فالكل بات يُريد الاستماع لما يقوله ويفعله نواب طرابلس حاليًا”.

وتحدّث الحاضرون عن واقع الأساتذة أيضًا خاصّة بعد إقرار الموازنة، فأوضح مطر أنّ الأمل في هذه المرحلة مهمّ جدًا. والموازنة التي صوّت ضدّها هي إجراء مؤقت، ونحن نعوّل على العهد الجديد بحكومته الجديدة لتتمتع بحس المسؤولية، لكن من دون خطة تعاف شاملة وتواصل مستمرّ مع محيطنا العربي سيتجه الوضع إلى أسوأ ممّا هو عليه. عمومًا ندرك التقصير تجاه الأساتذة لكنّنا نحاول الدعم وفق الإمكانات المتاحة أمامنا. كل الأمور رهن بانتخاب رئيس للجمهورية وهذه مرحلة مفصلية”.

وشكر مديرة المدرسة نبيلة بابتي النائب مطر على حضوره، وقالت: “نلمس تحرّكاتكم خاصّة في ظلّ الظروف الصعبة التي نمرّ لها، ودخولكم من باب المدارس يُصبّ بمصلحة الإنماء، فمن حقّ جميع الناس أن تتعلّم، لكن على ما يبدو أنّ القطاع التربوي يحتضر أخيرًا بسبب الواقع المرير الذي نواجهه”، متمنّية أن تكون “خطوة النائب مطر مباركة”.

وانتقل مطر إلى المسرح حيث استقبله طلاب الثانوية العامّة، وبعد كلمة ترحيبية ركّزت على ضرورة النهوض بالتعليم، عرض فيلم قصير عن أبرز النشاطات التي قامت بها الثانوية مثل المساعدات ما بعد تفجير 4 آب، أو الاتفاقيات مع جمعيات المجتمع المدني. ثم ألقى الطالب علي عبد اللطيف كلمة الطلاب وقال فيها: “نقدّر تفقدكم لثانويتنا وحرصكم على تحسين جودة التعليم فيها”.

ثمّ كانت كلمة للمديرة التي رأت أنّ الزائرين التقليديين للثانوية يقصدون صرحها وفق بروتوكول معيّن، أمّا زيارة النائب مطر فهي غير تقليدية لشخصية غير تقليدية “فضيفنا شخصية مميّزة وقد اختار النهوض بالبلاد من باب التربية، فهو شاب يُدرك هواجس الشباب وتطلّعاتهم خاصّة في التعليم الرسمي، وقد كسرت الصورة النمطية التي اعتدنا عليها من المسؤولين”.

وألقى مطر كلمة شكر فيها الطلاب والكادر التعليمي على حسن استقبالهم مبديًا إعجابه بالثانوية.

وبعد نبذة عن كيفية مغادرته لبنان وعودته إليه، أشار مطر إلى أنّه تمسّك بالعودة أكثر مع ارتفاع منسوب الفوضى في البلاد أكثر، وذلك في محاولة منه لمساعدة المواطنين.

أمّا عن كيفية المساعدة، فاختار مطر مجالين هما الأكثر أهمّية في لبنان، أيّ قطاعيّ الصحة والتربية اللذين يُواجهان هجرة غير مسبوقة بسبب صعوبة الأوضاع التي أفقدت البلاد ثروة كان يتغنّى الجميع بها، موضحًا أنّه اهتمّ بتكريس طاقاته على المجال التربويّ نظرًا لارتفاع تكلفة المجال الصحي، وهذا ما يُفسّر زياراته لكلّيات أو مدراس عدّة رسمية وخاصّة.
وقال: “نريد أخذ لبنان إلى مرحلة جديدة، فالوضع ليس سهلًا أبدًا، لكن أيّ تغيير يتطلّب بعض الوقت لنلمس بعض التحسّن… لكنّ الأهم في مسيرتكم هي التركيز على طرابلس وعدم الاستسلام مهما قست الظروف”.

وطرح الطلاب والأساتذة مجموعة من الأسئلة كان معظمها يعكس القلق على مستقبل الطلاب والواقع التربوي.

وفي سؤال عن المنح الجامعية التي كان قد قدمها مطر، اعتبر أنّه لن يتراجع عن دعم التعليم بصورة مستمرة، وأنّه سيصدر منحًا جديدة بصورة دورية “فالجهل يُدمّر الأوطان، وما كان يُقدّم قبل الانتخابات سيستمر بعدها في المجالات كافّة”.

وفي وقتٍ تساءل فيه بعض الطلاب عن بدل النقل المرتفعة، شدّد مطر على أنّ مؤسسة إيهاب مطر للتنمية كانت قد أمّنت حافلات للثانويات، لكن “هواجسكم بهذا الموضوع لا تزال قيد الدرس وهي محقّة”.

وفي سؤال آخر عن نواب طرابلس وعدم قدرتهم على حلّ أزمات المدينة ومنها مافيا المولّدات، قال مطر: “هناك أكثر من طرف واحد مسؤول عن هذه الأزمة والطرف الأقلّ مسؤولية هو النائب لأنّ هذه المشكلة موجودة منذ سنوات، لكن إذا اتفقنا معهم على تسعيرة واحدة وأطفأوا مولداتهم سنكون قد خلقنا مشكلة بغرق المدينة بالعتمة، وإذا كنّا اتفقنا على تسعيرة واحدة فلا تغطية أمنية أو حكومية لهذا الأمر”، مضيفًا: “نحاول بناء العلاقات لحلّ الموضوع على أمل أن تعود كهرباء قاديشا كما يُتوقّع لفرض مزيد من الضغوط عليهم”.

وبعد تحدّثه عن دورات تُجريها المؤسسة للطلاب مجانًا، تطرّق مع الحاضرين إلى وباء الكوليرا المنتشر في طرابلس، وأردف: “الحلّ مرتبط بالكهرباء أساسًا. أمّا مسألة النظافة فترتبط بالبنى التحتية التي نحاول التواصل مع وزارة الطاقة من أجلها، فالمشكلة كبيرة خاصّة في التبانة، وكانت تحتاج إلى تفعيل دور البلدية التي كانت تُواجه بدورها مشاكل، والتغيير في نهاية المطاف ليس بكبسة زر، ونحاول إجراء مبادرات فريدة وجماعية للمساعدة قدر الإمكان”.

ورأى مطر أن “أيّ شخص مقتدر في طرابلس يُمكنه المساعدة من دون أن يكون نائبًا بالضرورة، لكن يبقى وضع طرابلس مختلفًا، ومهما أجريت محاولات فإنّها لا تحلّ المشكلة من الجذور، فمساعدتي تبقى فردية ويستفيد منها الكثير من الناس لكن من يُحمّلني المسؤولية لا يُحفزني على تقديم حلّ، إذ وجهت الملامة في المكان الخاطئ، فواجبي التشريع أو التركيز على كيفية تنظيم الدّولة”.

وختم مطر واعدًا الطلاب بالوقوف إلى جانبهم والتواصل مع الإدارة لتقديم المساعدة، مؤكّدًا إبرام اتفاقية تعاون مع جامعة الـ AUT هذا العام وقد تبرم اتفاقيات مع جامعات أخرى ما يفتح المزيد من الآفاق للطلاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى