النشاطات

ندوة في الصيفي لمناسبة اليوم العالمي للمرأة

 نظمت مصلحة شؤون المرأة في حزب الكتائب اللبنانية ندوة لمناسبة اليوم العالمي للمرأة تحت عنوان “ثورة نساء لبنان 2023” عقدت في بيت الكتائب المركزي في الصيفي.

تضمنت الندوة جلستين الاولى حملت عنوان “المرأة وقوانين الأحوال الشخصية” والثانية “ريادة المرأة في المجالات غير التقليدية”، حضرها رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، الامين العام سيرج داغر، نائب الامين العام بشير مراد، اعضاء المكتب السياسي: لينا الجلخ، ريتا بولس، زينة حبيقة، جورج جمهوري، تيودورا بجاني وبشير عساكر. كما حضرت عقيلة رئيس الكتائب السيدة كارين الجميّل وممثلون عن كل من الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، المجلس النسائي اللبناني، عدل بلا حدود، جمعية الأسرة والطفل، الليونز وفيفتي فيفتي اضافة الى ممثلات عن احزاب “القوات اللبنانية”، الوطنيون الأحرار “والتيار الوطني الحرّ “وحشد من الوجوه الاعلامية والاكاديمية وسيدات الاعمال.

تم في خلال الندوة تقديم دروع تكريمية لكل من الاعلامية كلود ابو ناضر هندي تقديراً لمسيرتها الرائدة ودورها المميز في عالم الصحافة الاستقصائية، السيدة لينا التنير لمسيرتها الرائدة ودورها المميز في القطاع العام ومجال الأعمال، والسيدة سينتيا آن ليان لمسيرتها الرائدة في “الدريفت” وعالم السيارارت والميكانيك.

الجميل

وأكد رئيس الكتائب في كلمته “نضال الحزب الى جانب المرأة لأكثر من 80 سنة” مستذكراً  في هذه المناسبة عميدة الكتائب لور مغيزل التي تظاهرت في خمسينات القرن الماضي للمطالبة بحق التصويت.

وقال: “تقدم حزب الكتائب باقتراح قانون الزواج المدني عام 1971، وبالتالي الأحوال الشخصية للمرأة ولكل اللبنانيين هو نضال أساسي للحزب لحماية المرأة وتحفيز مشاركتها بالحياة السياسية”.

وعن الاقتراحات المقدّمة من نواب الحزب، قال الجميّل: “تقدمنا باقتراحات قوانين لاعتماد الكوتا النسائية في كل من الإنتخابات النيابية بنسبة 30% لكننا كنّا الوحيدين الذين صوّتنا مع القانون عام 2018 كما تقدمنا باقتراح قانون لإعفاء المرأة من رسوم الترشّح لتشجيع النساء على الإنخراط في الحياة السياسية”.

وذكّر بقوانين أخرى تمّ اقتراحها، وهي “عدم تجريم الزنى، تشديد العقوبات على الجرائم الجنسية ضد النساء والفتيات، تعديل قانون العنف الأسري وتنزيه قانون التجارة من التمييز ضد المرأة المتزوجة الذي يحدّ من حرية المرأة في مجال التجارة”.

وقال: “من القوانين التي دعمناها ايضاً كانت حماية الفتيات من الزواج المُبكر، زيادة مدة إجازة الأمومة، إلغاء المواد التي كانت تُبرئ المغتصب في حال تزوّج من ضحيته. دعمنا أيضاً قوانين تحمي من الإتجار بالبشر والمساواة في الضمان الإجتماعي والتعويضات العائلية”.

وأكّد الجميّل “الاستمرار في دعم القوانين التي من شأنها تأمين عيش أفضل للمرأة وحمايتها”، وقال: “سنواصل عملنا إلى جانب الجمعيات والمنظمات الدولية والسفارات في هذا الإتّجاه”.

وعن الكوتا النسائية، قال: “تماشياً مع دعمنا الكوتا النسائية على صعيد لبنان بشكلٍ عام، وبالرغم من عدم إقرار هذا القانون حتى اليوم بدأنا بتطبيقه داخل حزب الكتائب منذ العام 2015”.

واعتبر أن “الكوتا النسائية خلقت ديناميكية داخل الحزب والتي هي إجراء موقت لمشاركة المرأة في الحياة الحزبية”.

ولفت الى “الدور الأساسي التي تلعبه المرأة داخل حزب الكتائب من خلال المشاركة في مواقع قيادية من المكتب السياسي إلى الأقاليم، الأقسام، المصالح والندوات”. وشدّد على أهمية “النضال للمطالبة بحقوق المرأة، فهذه القضية قضية كلّ المجتمع وعلى الرجال أن يكونوا جزءاً أساسياً من هذه المعركة”.

واعتبر أن “هناك العديد من الذين يعارضون الكوتا النسائية إمّا بذريعة انه يميز بين الرجل والمرأة أو بحجّة انه يحد من دور المرأة” معتبراً أن “هذا كلام غير صحيح بدليل انه منذ إعطاء المرأة حق التصويت لم تنجح سوى 19 امرأة في الإنتخابات النيابية في تاريخ لبنان”.

وقال: “نسبة تمثيل المرأة في المجلس النيابي اليوم هي 6,25% بعد 70 عاماً من إعطاء الحق بالتصويت، لكن الكوتا النسائية تفرض حدّاً أدنى من الوجود النسائي أكثر بكثير من التمثيل الحالي”.

وعن تأثير المرأة على الحياة السياسية، قال: “تبين وبحسب الدراسات أن المرأة لديها مناعة أكبر بوجه الفساد. إذاً، زيادة نسبة النساء المشاركات في الحياة السياسية من شأنها تحسين وضع البلاد في هذا الموضوع”.

وأوضح رئيس الكتائب أنه لا يمكن التفريق بين حقوق المرأة والكوتا النسائية والأحوال الشخصية المدنية، فهناك ارتباط وثيق بين الأمرين”.

وختم: “أولوياتنا للعام المُقبل هي استكمال العمل لتحقيق الكوتا النسائية، واستكمال المعارك القانونية إلى جانب الجمعيات، والنضال باتّجاه الوصول إلى أحوال شخصية مدنية”.

قوانين الأحوال الشخصية

في الجلسة الأولى من الندوة، عرضت المحامية ليلى عواضة من منظمة كفى لواقع النساء في ظل تعدد قوانين الأحوال الشخصية في لبنان لافتة الى أن “جميعها تميز المرأة وتنتقص من حقوقها”، واعتبرت ان “الكثيرين  يخلطون بين الأحوال الشخصية والزواج المدني”. وقالت: “إن إقرار قانون الزواج المدني الاختياري لا يجمع اللبنانيين ولا يكرس أحكام المواطنة عليهم. فالمطلوب هو ان تستعيد الدولة  المواطنين من الطوائف وتطبيق قانون الدولة المدني عليهم، ففي  كل دول العالم يوجد قانون واحد للأحوال الشخصية الا في لبنان”.

ورأت أن القوانين لدى كل الطوائف تخالف الدستور ومبدأ المساواة وحقوق الإنسان”. وقالت: “إن مطالبتنا هي بقانون موحد للأحوال الشخصية وليس بقانون زواج مدني اختياري لأن الأخير لا يحسن واقع المرأة داخل الأسرة ولا شراكتها في النظام اللبناني الأسري”.

أضافت: “نطالب بقانون للأحوال الشخصية يكون الزواج جزءا منه ويحسن وضع المرأة منذ ولادتها، وتكون فيه المرأة مواطنة مستقلة بمعزل عن السلطة الأبوية أكان سلطة الوالد أو الزوج. ولهذا أصرينا في القانون الذي تقدمنا به ان تكون هناك شراكة من المهد الى اللحد، وحولنا العلاقة من ” السلطة الأبوية” الى “السلطة الوالدية” يتشارك فيها الأب والأم بمسؤوليتهما عن الأولاد”.

وأكدت ان “الوقت حان ليكون للبنان قانون للأحوال الشخصية متكامل ومتطور، يليق بالمواطنات والمواطنين وهو الخطوة الأولى نحو الدولة العلمانية، اذ ان فصل الدين عن الدولة هو اساس موضوع المواطنة”.

ريادة المرأة

في الجلسة الثانية التي ادارتها الاعلامية يارا متى، تحدثت ثلاث نساء رائدات في مجالاتهن عن مسيرتهن والتحديات التي واجهنها ونجاحاتهن.

ابو ناضر هندي

واعتبرت الاعلامية أبو ناضر هندي أنها مرتبطة “بمسيرة لبنان والنضال من أجل الحرية والسيادة، وبحب الوطن كمبدأ مقدس، وبالعلم كقيمة ثابتة وكأهم سلاح للمرأة مع العمل”.

وتناولت عملها في الشعبة الخامسة وفي صحيفة Reveil  وفي إذاعة صوت لبنان وفي تلفزيون Mtv. وتطرقت لزواجها من توفيق هندي وقالت: “تعلمت منه كيفية قراءة السياسة وتحليلها. المرأة لا يمكن أن تحقق آمالها وتبدع في إنجازاتها اذا لم تكن مدفوعة من رجل يتمتع بالانفتاح ولا تسيطر عليه عقدة الذكورية. الى جانب كل امرأة ناجحة رجل عظيم”.

وتطرقت الى كيفية “تسخير الرجل للمرأة في لبنان لإبقائها في الجهل ليتمكن من السيطرة عليها”.

وتوقفت مليا عند فترة اعتقال زوجها وكيف تحملت المسؤولية العائلية والعملية واكتشافها “كم ان القضاة في لبنان مرتهنون للأقوى وللمحتل وللنظام الفاسد”.

التنير

اما التنير فتساءلت: “لماذا لا تزال المرأة اللبنانية مهمشة في السياسة؟”. وقالت: “إننا نشهد على تنفيذ مخطط مبرمج ومدروس لهدم ليس فقط الدولة بل المجتمع والإنسان. وبتنا ننتقل بالسياسة من أزمة الى أزمة وبدلا من ايجاد الحلول للمشاكل نلجأ للترقيع والتمديد”.

أشارت الى أن “هناك شبه انعدام لوجود المرأة في السياسة وفي الحكومات والبرلمانات”.

وتطرقت الى “إنجازات المرأة في البلدان الأوروبية وتبوئها المسؤوليات القيادية فيها”، وتوقفت بإسهاب أمام “تجربة المرأة في السعودية في الانفتاح وكفاحها لنجاح عائلتها وبلدها”، معتبرة أن “المملكة باتت الآن تقود العروبة الحديثة اقتصاديا وفكريا وعلميا”.

وتطرقت الى “الثورة التي قامت بها النساء في إيران اللواتي طالبن بالحرية”. وختمت بأن “المرأة اللبنانية حرة وستبقى حرة”.

ليان

أما ليان فتطرقت عبر فيديو مصور، الى تجربتها في تعلم ميكانيك السيارات وكسرها للصورة النمطية، واصرارها وعزيمتها من أجل التفوق وعملها في الشركات لصيانة السيارات ومنافستها الرجال في هذا المضمار اضافة الى مشاركتها في رالي السيارات وهي الآن تمثل لبنان في الرالي الصحراوي في المملكة العربية السعودية داعية المرأة الى “كسر القيود والسعي وراء كل حلم تود تحقيقه”.

الأسمر

وكانت الندوة استهلت بكلمة لرئيسة مصلحة شؤون المرأة في حزب الكتائب جيهان الأسمر التي قالت: “إننا بهذه المناسبة نجدد الالتزام بالعمل من أجل تمكين المرأة وحمايتها وتذليل العقبات التي تعترض طريقها.

نحن شركاء في هذا الوطن فكفى تهميشاً. نعم للمشاركة السياسية والكوتا النسائية كإجراء موقت  للوصول الى عدالة اجتماعية  تنسجم مع مبادئ الدستور والاتفاقيات الدولية. واغتنم هذه الفرصة لحث المرأة على الترشح  فزمن الانقاذ على شتى الصعد لا يمكن ان يستوي من غير دور المرأة والام والمواطنة والعاملة”.

أضافت: “في اليوم العالمي للمرأة  نفتخر بانتمائنا الى حزب الكتائب وبك حضرة الرئيس لانك اعتصمت بالحق وآمنت بنا وبقدراتنا وهذه السنة في المؤتمر العام للحزب تم رفع نسبة تمثيل المرأة في المكتب السياسي من 20% الى 25 % كحد أدنى تطبيقا لنظام الكوتا النسائية لإعطاء النساء فرص متكافئة مع الرجال. وبمشاريع القوانين المقدمة من حضرتكم تمكنا من تجاوز ضعفنا وعجزنا وتخلصنا من رواسب تعيقنا عن مواكبة عملية الوطن.

كما يشرفني في هذا اليوم ان احيي نساء لبنان الرائدات اللواتي كّن رمزا للقيادة، بمقوماتها الخلقية والفكرية والنضالية وضمن هذه النخبة نساء لا يمكن ان يدّون تاريخنا من غير اسمائهن، والقائمة مشرقة وطويلة تحية لروح حارسة الهيكل الشيخة جنفياف الجميّل، لور مغيزل، جوسلين خويري ، ليندا مطر وكل امرأة هزمت الحياة بنجاحها وبريادتها  كل عام وانت اكثر انجازا ونجاحا. ولكل امرأة ناضلت وتخطت الحدود التي رسمت لها وواجهت العادات والتقاليد المهترئة  الف تحية وتحية لنستمر سوياً في النضال من اجل حقوقنا التي لا زلنا محرومين منها فالحقوق تؤخذ ولا تعطى”.

وختمت: “لا بد من اتخاذ دورنا كنساء وكمواطنات في تأمين المناعة الوطنية  ضد الطائفية ونحصن النفوس والنصوص  لنرسي الثقافة الوطنية اللاطائفية القائمة على المساواة في الحقوق والواجبات بدون تمييز بين امراة ورجل إلا بمقدار ما يقدمه كل منهما للوطن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى